الأربعاء، 14 أبريل 2010

السبت، 5 سبتمبر 2009


ملحوظات على تعدد طرق نطق بعض الحروف القبطية



1 ---- أكثر الحالات وضوحاً فى تعدد طرق النطق ، تظهر فى : " الحروف المستعارة من اللغة اليونانية " ، لكتابة اللغة المصرية القديمة ( القبطية ) ، كبديل عن حروف الكتابة الفرعونية بأشكال حروفها المتعددة ( هيروغليفى – هيراتيكى – ديموتيكى )

2 ---- ومن المنطقى – عندما تستعير حرفاً من لغة أجنية ليعبر عن نطق حرف فى لغتك أنت – أنك تختار الحرف الأجنبى المتطابق مع النطق المطلوب .
+++ وكمثال واقعى على ذلك ، فإننا الآن نستعير الحروف الإنجليزية لكتابة الأسماء العربية ، وعندما نفعل ذلك فإننا نختار الحرف الإنجليزى الذى نطقه يتطابق مع نطق الحرف العربى المُستبدل . ( إلاَّ فى حالة الحروف العربية التى ليس لها مثيل ، مثل الضاد والحاء ، فإننا نختار لها بديلاً توافياً أو إسطلاحياً ) .

3 ---- لذلك ، فمن المنطقى أن الحروف التى إستعارها أجدادنا من اللغة اليونانية ، يتطابق نطقها اليونانى – الأصلى القديم – مع النطق الحقيقى الصحيح للكلمات القبطية ، لكى تكون النتيجة ناجحة وبلا عيوب ومشاكل .

4 ---- ولكن توجد مشكلة أخرى ، وهى أن نطق الكلمة القبطية الواحدة ، كان يختلف من إقليم لآخر ، من شمال مصر إلى جنوبها ، ومن شرقها إلى غربها .
+++ فإن الشعب المصرى يتكون -- فى أصله الأول – من عدة أعراق ، توحدت مع الزمن فى دولة واحدة .
+++ وكل أصل من هذه الأصول ، له طبيعته الخاصة ، من حيث تركيبة الحنجرة والأسنان والخبرة النطقية المتوارثة عبر ألاف السنين . ( والتى قد تكون متوارثة فى جيناتهم أيضاً ، أقول هذا كمجرد إحتمال بدون إثبات )
+++ وهذا الإختلاف فى النطق ، مازال موجوداً ، حتى بعدما تغيرت لغة المصريين من المصرية القبطية إلى العربية – من بعد الفتح العربى لمصر – فما زلنا ننطق الكلمة الواحدة بطرق مختلفة ، بحسب أقاليم مصر المختلفة .

5 ---- لذلك ، فمن المنطقى أن يكون الصوت الأصلى للحرف اليونانى – المُستعار لكتابة القبطية – هو الصوت الصحيح لنطق الكلمات القبطية بحسب لهجة الإقليم الذى تمت فيه عملية الإستعارة .
+++ ومن المعروف أن بدأ إستعارة الحروف اليونانية لكتابة اللغة المصرية ( القبطية ) كان فى الإسكندرية بالوجه البحرى ذات اللهجة البحيرية .

6 ---- كما أنه من المنطقى أيضاً ، أن يكون صوت الحرف اليونانى المُستعار ، مختلفاً – بدرجات متفاوتة – مع نطق ذات الحرف ، فى اللهجات الأخرى ، التى لأقاليم مصر الأخرى .

7 ---- لذلك ، لا يمكننا أن نتصور أن مصر كلها كانت تنطق بطريقة واحدة جامدة ، بل بأساليب عديدة ، وبقدر كبير من المرونة فى النطق ، بدون أى مشاكل . وهو الأمر الذى لا يزال مستمراً حتى الآن .

8 ---- لذلك ، فليس فى اللهجات ، ما يمكن أن نعتبره هو الصحيح المطلق فى نطق اللغة القبطية ، فليس فى اللهجات صحيح مطلق ولا خطأ مطلق .
++ فكل منها صحيح وطبيعى ، فى إقليمه الخاص .
++ وكل منها مختلف عن المألوف ، ومستغريب وخطأ ، فى غير إقليمه الخاص .
++++ وهذا الأمر لم يتم حسمه ، أثناء الإستخدام الحىّ للغة القبطية ، مما يدل على أن المصريين القدماء ( الأقباط ) تعايشوا مع هذا الإختلاف بدون مشاكل .

9 ---- وما يهمنا نحن الآن ، هو إنقاذ ما يمكن إنقاذه من اللغة القبطية ، بغض النظر عن إدعاءات الصحة أو الخطأ فى النطق ، فالمهم هو الحفاظ على الموجود فعلاً ، وعدم التضحية به من أجل هدف خيالى .
+++ فالنزاع لايصنع خيراً أبداً .
+++ ومن يحب اللغة القبطية بصدق ، يحافظ عليها من النزاعات ، لئلا تتمزق .
+++ وأفضل مثال لذلك ، هو ما فعلته الأم الحقيقية – أيام سليمان الملك الحكيم – إذ فضلت حياة طفلها ، على أى شيئ آخر ، حتى لو كان إمتلاكها له ، مما أثبت أنها هى الأم الحقيقية له . ( للمزيد ، إنظر مدونة : أهمية اللغة القبطية ، بعنوان : http:// Coptic-language-importance.blogspot.com. )

++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++